وسط أجواء باردة على استاد "أولد ترافورد" بمدينة مانشستر الانجليزية في شهر كانون ثان/يناير سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو هدف فريقه الاول لكنه لم يخرج كل ما لديه.
وتقدم رونالدو لتسديد الضربة الحرة التي احتسبت لفريقه فعاد إلى الخلف ثلاث خطوات واستنشق نفسا عميقا ثم تقدم بسرعة مسددا الكرة بشكل حاد لتتهادى في الهواء قبل أن تسكن إحدى الزاويتين العلويتين للمرمى.
وقال سير أليكس فيرجسون المدير الفني الاسكتلندي لفريق مانشستر يونايتد الانجليزي "إنها بلا شك أفضل ضربة حرة رأيت تسديدها في الدوري الانجليزي".
وشعر فيرجسون مثل جميع من شاهدوا المباراة أن الحرارة ارتفعت عدة درجات في استاد أولد ترافورد المعروف بلقب "مسرح الاحلام".
واحتفل رونالدو نفسه بالهدف وسط مزيج من الدهشة والاقتناع وكأنه يقول "ياله من هدف سجلته".
والحقيقة أن مزيج الدهشة والاقتناع هو الشعور الذي يسيطر على هؤلاء الذين شاهدوا تألق رونالدو على مدار العامين الماضيين نظرا لان رونالدو اعتاد تقديم الاثارة أكثر من تقديم الشيء المتوقع منه.
ويتميز رونالدو بأنه ما زال شابا ووسيما وساحرا. وعندما وصل إلى مانشستر للمرة الاولى في عام 2003 بدا أنه اللاعب المثالي لسد الفراغ الذي تركه رحيل لاعب خط الوسط الانجليزي ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد الاسباني.
ولكن ظل رونالدو بحاجة على بعض الكماليات فلا يمكن الاعتماد فقط على الابتسامة اللطيفة والقرط الذهبي الذي يضعه في أذنه.
ويقضي رونالدو /23 عاما/ حاليا موسمه الخامس في الدوري الانجليزي واصبح له بالفعل صورة ومظهر معروف. إنه نجم في الملعب حيث يلعب بطريقة رأسية ويتقدم دائما للامام كما يتميز بالسرعة ويسجل العديد من الاهداف.
وتناسى رونالدو تماما أنه شغل مكان بيكهام وكذلك المقارنات التي تطرأ بينهما من حين لآخر حيث اقترب اللاعب من الاساطير مثل جورج بيست ونجح بالفعل في التفوق عليه من خلال عدد الاهداف التي يسجلها أي لاعب مع مانشستر يونايتد في موسم واحد.
وقال البرتغالي بيبي مدافع ريال مدريد الاسباني "رونالدو يتمتع بالقوة الذهنية والبدنية. إنه لاعب مهم للغاية بالنسبة لفريقه فهو يسجل الاهداف كما أصبح حاليا أفضل لاعب في العالم".
ويملك رونالدو بالفعل كل المقومات التي تجعله أفضل لاعب في العالم كما أصبح النجم الابرز في فريق مانشستر يونايتد الذي يحظى بمساندة أكبر عدد من المشجعين في العالم.
وكذلك فإن وجهه الطفولي وشاربه القصير وجاذبيته الفائقة تجعل منه آلة لحصد الاموال.
ويشارك رونالدو في الاعلان عن منتجات شركات نايكي وبانكو إسبيريتو سانتو وكوكا كولا وفوجي كما يستخدم وجهه كواجهة لألعاب شركة "برو إفوليوشن" للفيديو جيم.
وأصبح لرونالدو علامة تجارية خاصة في الملابس"سي آر 7" والتي افتتح المتجر الاول لها في مسقط رأسه بالبرتغال حيث يديره الان شقيقتاه كاتيا وإيلما.
وذكرت مجلة "جول" السويسرية الرياضية "الطبيعة الجذابة لعلامة رونالدو التجارية تمثل بالطبع توازنا جيدا في سوق لاعبي كرة القدم الجذابين" كما أشارت المجلة إلى أن وكلاء أعمال رونالدو سلكوا به نفس الطريق الذي اتبعه ديفيد بيكهام وزوجته فيكتوريا. وأصبحت صور رونالدو هي الاكثر طلبا على مواقع الانترنت.
وحصد رونالدو ثمن كل ذلك بالفعل حيث يسكن في منزل تبلغ قيمته ثمانية ملايين دولار بإحدى ضواحي مانشستر كما يملك سياراتين إحداهما "بي.إم.دبليو إم6" والاخرى بورش كايين توربو.
وذكرت وسائل الاعلام البريطانية أنه يحصل على 12 مليون دولار راتب سنوي من مانشستر يونايتد فقط بعد العقد الجديد الذي وقعه مع الفريق والذي يمتد حتى عام 2012 .
ولم تكن حياة رونالدو على هذه الوتيرة أبدا فقد ولد في عائلة فقيرة تقيم في منزل له سقف معدني في فونتشال بجزيرة مادييرا البرتغالية.
وتوفي والده عن عمر يناهز 52 عاما بعد حياة اتسمت بإفراطه في تناول الكحوليات.
وسيطر الحنين على مسقط رأسه على رونالدو منذ أن انتقل إلى العاصمة لشبونة حيث التحق بنادي أندورينيا الصغير.
وبعدها لعب رونالدو لفريق سبورتنج لشبونة حتى لفت إليه أنظار مواطنه كارلوس كويروش خلال عمله مساعدا لفيرجسون فقرر كويروش التعاقد معه عندما كان لا يزال في الثامنة عشر من عمره.
ويطمع رونالدو حاليا في إحراز جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية سنويا على أفضل لاعب في أوروبا.
وخطف البرازيلي كاكا لاعب خط وسط ميلان الايطالي هذه الجائزة من رونالدو في عام 2007 بفضل الالقاب والاهداف التي أحرزها مع فريقه الايطالي.
ولكن رونالدو لا يجد له منافسا قويا الان على الجائزة في عام 2008 حيث لم يظهر أي من اللاعبين على مستوى أوروبا بنفس المستوى الذي ظهر عليه رونالدو هذا العام مع فريق مانشستر يونايتد في الدوري الانجليزي وفي دوري أبطال أوروبا.
وربما يكون ذلك هو السبب في بقاء كريستيانو رونالدو مع فريق مانشستر يونايتد بعد كأس العالم 2006 بألمانيا.
وفي هذه البطولة اشتبك رونالدو مع واين روني مهاجم المنتخب الانجليزي وزميله في صفوف مانشستر يونايتد وذلك خلال مباراة المنتخبين الانجليزي والبرتغالي في دور الثمانية وطرد رونالدو من الملعب.
وبدا أن رونالدو اكتسب عداء إنجلترا كلها لكن مع استمراره في صفوف مانشستر يونايتد وتألقه مع الفريق اكتسب رونالدو حب الجميع مجددا.
ومع إسدال الستار على مسيرة الجيل الذهبي للكرة البرتغالية بقيادة لويس فيجو الذي قاد الفريق إلى نهائي يورو 2004 والمربع الذهبي في كاس العالم 2006 جاء الدور على كريستيانو رونالدو ليبدأ جيلا ذهبيا جديدا لكرة القدم البرتغالي