عندما تعتقد أن مجرد وجودك في حياة الآخرين "نعمة" لهم وأن جميع من حولك يدورون في فلكٍ أنت مركزه كالشمس من حولها الكواكب وأن الكل يشكر ربه أنك تعرفه .. فتأكد بأنك "عامل زحمة والشارع فاضي " وأنك فعلاً لا تستحق لقب صديق أو شريك فالحياة أخذٌ وعطاء ..
عندما تجامل الآخرين لأجل "المجاملة" وليقول الناس أنك "ذوق وأخلاق" وتعقب على من يكتب أتفه الكلمات و أقلها عذوبة كما تعقب على الأدباء والمفكرين والعُقّال بحجة أنك تشجع المواهب !! ولا تحاول تصحيح أو نقد الآخرين نقداً بناءاً فتأكد بأنك " عامل زحمة والشارع فاضي" وأنك عما قريب ستفقد مصداقيتك عند أقلام الكبار والصغار لأن القصد من النقد التصحيح والتوجيه وليس المجاملة أو التحطيم ..
عندما تختبئ خلف اسمٍ مستعار من أجل التجريح في الآخرين و لتتحدث بما يحلو لك من الشتائم .. وعندما تشارك أكثر من مرة بأكثر من اسمٍ مستعار في أحد المنتديات وتعقب على المواضيع الهادفة والجادة بإسلوب أقل ما يقال عنه أنه "وقاحة" وبالرغم من طردك تعود بلا حياء للمشاركة..
وعذرك الواهي هو " لا يجب أن نجامل دائماً وأن من يعقب بكلمة "رائع" أو يتفق مع الكاتب هو متملق دائماً " ودائماً ما ترى أنك أعلى وأرقى تفكيراً من الآخرين بحكم ما قرأته من روايات كـ "هاري بوتر" مثلاً فتأكد بأنك "عامل زحمة والشارع فاضي " وأن الفرق بين الصراحة والوقاحة شعرة قطعتها أنت بغرورك وعنجهيتك فالنقد الهادف والتشجيع يختلف عن التملق ..ودع عنك مبدأ "خالف تُعرف" لأنه أصبح دقة قديمة ولا يستخدمه إلا المتخلفين!
عندما تشارك لأجل زيادة رصيدك .. وردودك دائماً " قص ولصق" ومتطابقة دائماً في مواضيع الحزن والفرح وحتى الحوار فأعلم بل وتأكد بأنك "عامل زحمة والشارع فاضي" وأن المرء محاسب عما يكتبه هنا وهناك وأعلم بأن المنتديات ليست "دفتر سن توب" من يجمع أكثر يحصل على الجوائز وحاول العيش بمبدأ العبرة في الكيف لا في الكم
عندما تعتقد أن مقياسك الخاص للتقييم الآخرين أكثر دقةً من مقياس "النانو متر" وأنك قادر على تقييمهم بصوتٍ عالٍ.. لترفع قدر هذا وتحط من قدر ذاك بدون وجه حق وفقط لأن مقياسك الكريم أعطاك النباهة والحق في البوح بما يختلج داخل نفسك والتي لا يحتاج الآخرين لسماعه.. فتأكد بأنك " عامل زحمة والشارع فاضي " واعلم بأنه كما للآخرين عيوب فلك أيضاً عيوب قد تحجب الشمس لو تراءت للناس! لا تقيم الآخرين إلا إذا سئلت وحاول ألا تعطي انطباعك الشخصي بل تحدث بموضوعية.
تذكر قول الشاعر :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئ .. فصنها, و قل يا عين للناس أعين
عندما تعتقد أنك كبرت بما فيه الكفاية لتستقل بقراراتك الشخصية وأنك في هذه المرحلة لا تحتاج لمشورة الآخرين وأولهم " والداك " وأنه أصبح بإمكانك قول لا لأبيك وأمك . لا لأجل نصيحتهما وتدخلهما بل لأنك "كبرت" وأن قرارك هو الصحيح النافذ.. فاعلم بإنك "عامل زحمة والشارع فاضي " وأنك تحتاج لعدة سنوات قادمة كي تكبر فعلاً "فأعقل الناس من شارك الناس عقولهم " واعلم بأنه يجب عليك طاعة والديك في كل شيء عدا معصية الخالق! ولتتذكر بأنه مهما كبرت ستحتاج لرأي الآخرين وستضل طفلاً في عيون والديك.
عندما تعتقد أنك أصبحت مثقفاً ومحيطاً بكل شيء وأنه صار بمقدورك النقاش في كل المواضيع برأيك الشخصي حتى وإن كان خاطئاً . فتعقب مرةً في موضوع علمي بأن الموضوع قديم وأن " الناس تطورت" وأنك قرأت الموضوع "وأنت في القماط" وتدخل موضوع في الدين لتفتي " من رأيك الشخصي" في أمرٍ محسوم شرعاً وكل العلماء متفقين على حكمه لكنك " بسبب فرط العلم" تعترض على رأيهم وترى أنهم مخطئون.. فلتثق تماماً بأنك "عامل زحمة والشارع فاضي" وأنك نسيت قوله تعالى " وما أؤتيتم من العلم إلا قليلا" وتذكر أن مشاركة الآخرين بما منحه الله لك من العلم أمر مطلوب ولكن " خل عنك الفلسفة الزايدة " ليتقبل الآخرون منك ما تريد إضافته لهم من معلومات.
عندما تكون صاحب القرار في مكان ما كالعمل أو الأسرة أو المنتدى وتحاول دائماً فرض سيطرتك على الجميع لا من خلال احترام الآخرين لك بل عن طريق تخويفهم منك أو رفضك الدائم لمطالبهم واقتراحاتهم لأنها لا تتماشى مع أهواءك أو لأنك لا تريد أن يسمع رأيٌ آخر غير رأيك فلتتأكد بأنك "عامل زحمة والشارع فاضي" وأنه كان الأجدر بك مناقشة الآخرين ومن ثم يحق لك الاعتراض أو الموافقة "و لو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك" فربما تكون مصيباً بقرارك وتشرح لهم خطأهم أو قد تكون مخطئاً وغابت بعض الأمور عنك!والنظام الديكتاتوري نجح في بعض الأحيان "في سالف العصر والزمان" لكنه أثبت انهزامه في أحيان كثيرة والأخبار تثبت ما أقول.